...فقال الجني: ھذا حدیث عجیب وقد وھبت لك ثلث دمھ فعند
ذلك تقدم الشیخ صاحب الكلبتین السلاقیتین وقال لھ: اعلم یا سید ملوك الجان أن ھاتین الكلبتین
أخوتي وأنا ثالثھم ومات والدي وخلف لنا ثلاثة آلاف دینار ففتحت دكاناً أبیع فیھ وأشتري
وسافر أخي بتجارتھ وغاب عنا مدة سنة مع القوافل ثم أتى وما معھ شيء فقلت لھ: یا أخي أما
أشرت علیك بعدم السفر? فبكى وقال: یا أخي قدر االله عز وجل علي بھذا ولم یبق لھذا الكلام
فائدة ولست أملك شیئاً فأخذتھ وطلعت بھ إلى الدكان ثم ذھبت بھ إلى الحمام وألبستھ حلة من
الملابس الفاخرة وأكلت أنا وإیاه وقلت لھ: یا أخي إني أحسب ربح دكاني من السنة إلى السنة ثم
أقسمھ دون رأس المال بیني وبینك ثم إني عملت حساب الدكان من بربح مالي فوجدتھ ألفي
دینار فحمدت االله عز وجل وفرحت غایة الفرح وقسمت الربح بیني وبینھ شطرین وأقمنا مع
بعضنا أیاماً ثم إن أخوتي طلبوا السفر أیضاً وأرادوا أن أسافر معھم فلم أرض وقلت لھم: أي
شيء كسبتم من سفركم حتى أكسب أنا? فألحوا علي ولم أطعھم بل أقمنا في دكاكیننا نبیع
ونشتري سنة كاملة وھم یعرضون علي السفر وأنا لم أرض حتى مضت ست سنوات كوامل.
ثم وافقتھم على السفر وقلت لھم: یا أخوتي إننا نحسب ما عندنا من المال فحسبناه فإذا ھو ستة
آلاف دینار فقلت: ندفن نصفھا تحت الأرض لینفعا إذا أصابنا أمر ویأخذ كل واحد منا ألف دینار
ونتسبب فیھا قالوا: نعم الرأي فأخذت المال وقسمتھ نصفین ودفنت ثلاثة آلاف دینار. وأما
الثلاثة آلاف الأخرى فأعطیت كل واحد منھم ألف دینار وجھزنا بضائع واكترینا مركباً ونقلنا
فیھا حوائجنا وسافرنا مدة شھر كامل إلى أن دخلنا مدینة وبعنا بضائعنا فربحنا في الدینار
عشرة دنانیر ثم أردنا السفر فوجدنا على شاطئ البحر جاریة علیھا خلق مقطع فقبلت یدي
وقالت: یا سیدي ھل عندك إحسان ومعروف أجازیك علیھما? قلت: نعم إن عندي الإحسان
والمعروف ولو لم تجازیني فقالت: یا سیدي تزوجني وخذني إلى بلادك فإني قد وھبتك نفسي
فافعل معي معروفاً لأني ممن یصنع معھ المعروف والإحسان، ویجازي علیھما ولا یغرنك حالي.
فلما سمعت كلامھا حن قلبي إلیھا لأمر یریده االله عز وجل، فأخذتھا وكسوتھا وفرشت لھا في
المركب فرشاً حسناً وأقبلت علیھا وأكرمتھا ثم سافرنا وقد أحبھا قلبي محبة عظیمة وصرت لا
أفارقھا لیلاً ولا نھاراً أو اشتغلت بھا عن إخوتي، فغاروا مني وحسدوني على مالي وكثرت
بضاعتي وطمحت عیونھم في المال جمیعھ، وتحدثوا بقتلي وأخذ مالي وقالوا: نقتل أخانا
ویصیر المال جمیعھ لنا، وزین لھم الشیطان أعمالھم فجاؤوني وأنا نایم بجانب زوجتي ورموني
في البحر فلما استیقظت زوجتي انتفضت فصارت عفریتة وحملتني وأطلعتني على جزیرة
وغابت عني قلیلاً وعادت إلي عند الصباح، وقالت لي: أنا زوجتك التي حملتك ونجیتك من القتل
بإذن االله تعالى، واعلم أني جنیة رأیتك فحبك قلبي وأنا مؤمنة باالله ورسولھ فجئتك بالحال الذي
رأیتني فیھ فتزوجت بي وھا أنا قد نجیتك من الغرق، وقد غضبت على إخوتك ولا بد أن أقتلھم.
فلما سمعت حكایتھا تعجبت وشكرتھا على فعلھا وقلت لھا أما ھلاك إخوتي فلا ینبغي ثم حكیت
لھا ما جرى لي معھم من أول الزمان إلى آخره.
فلما سمعت كلامي قالت: أنا في ھذه اللیلة أطیر إلیھم وأغرق مراكبھم وأھلكھم، فقلت لھا:
باالله لا تفعلي فإن صاحب المثل یقول: یا محسناً لمن أساء كفي المسيء فعلھ وھم إخوتي على
كل حال، قالت لا بد من قتلھم، فاستعطفتھا ثم أنھا حملتني وطارت، فوضعتني على سطح داري
ففتحت الأبواب وأخرجت الذي خبأتھ تحت الأرض وفتحت دكاني بعد ما سلمت على الناس
واشتریت بضائع، فلما كان اللیل، دخلت داري فوجدت ھاتین الكلبتین مربوطتین فیھا، فلما
رأیاني قاما إلي وبكیا وتعلقا بي، فلم أشعر إلا وزوجتي قالت ھؤلاء إخوتك فقلت من فعل بھم
ھذا الفعل قالت أنا أرسلت إلى أختي ففعلت بھم ذلك وما یتخلصون إلا بعد عشر سنوات، فجئت
وأنا سائر إلیھا تخلصھم بعد إقامتھم عشر سنوات، في ھذا الحال، فرأیت ھذا الفتى فأخبرني بما
جرى لھ فأردت أن لا أبرح حتى أنظر ما یجري بینك وبینھ وھذه قصتي.
قصة التاجر والعفريت 3
كاتب الموضوع : مجلة الفراشة
مجلة الفراشة هي مدونة مغربية عربية بامتياز تسعى لامدادكم بافكار ووصفات تجميلية طبيعية وكذا بمعلومات طبية تخص صحتكم مجلة الفراشة
0 commentaires :
Enregistrer un commentaire